لعل الأفكار تحب الحرية فتتحول إلى كلمات

Posts tagged “تكنولوجيا المعلومات

اعترافات IT – مراحل التطور


تدوينة ريم (السمات المميزة لجماعة الـ IT) حركت ضميري الوجداني للاعتراف بصفاتنا ومشاكلنا نحن معشر الأي تي ،بالرغم من تحاملها الواضح علينا إلا أنها تلامس الحقيقة بعض الشيء وإن كانت لا تغوص في خبايا نفسية الأي تي وفلسفته الفكرية والعوامل الزمانية والمكانية ،المادية والمعنوية المحيطة بهذه الظاهرة ،ويشاطرها في هذا التحامل الكثير من المستخدمين ومدراء الأقسام والشركات. لا يا ريم لا، ما هكذا تورد الإبل (الإبل = apple macintosh).

تبدأ ريم المقدمة بتشويه الحقائق والإدعاء بأن الأي تي هو التطور الطبيعي للكهربجي (الكهربائي) ،هذا يفسر النظرة الخاطئة للتكنولوجيا الحديثة عند كثير من المستخدمين الذين يعتقدون أن الكمبيوتر هو التطور الطبيعي للغسالة اليدوية أو فرن الغاز على أحسن تقدير ،ويتجاهلون الآلة الحاسبة التي تجسد ما يسمى بعلم الالكترون وبينه وبين الكهرباء بون شاسع، ففي حين منتهى تطور الكهربجي هو الريليه والمقاومة اليدوية المتغيرة فإن علم الالكترونيات ومهندسو الإلكترون لا حدود لأحلامهم التي تمخض عنها علم هندسة الكمبيوتر وهندسة الاتصالات وهندسة البرمجيات وهندسة الأنظمة والذكاء الصناعي وهندسة التحكم الآلي  ومئات التخصاصات الفرعية التي تتطور بفضل الـ IT لتصبح تخصصات مستقلة ،وما الدعم الفني إلا مرحلة يمر فيها أي دارس لهذه العلوم كمتدرب للدخول في عالم التكنولوجيا.

علماء التطور لم يجدوا حتى الآن الطفرة التي حولت سلالة الكهربجي إلى الالكتروني وفي هذا نفي علمي وصريح لمزاعم ريم عن نظرية التطور ،لأن الآلة الحاسبة تطورت عن الحاسبة اليدوية التي بدأت في استخدام الصمامات ومن ثم الترانزستورات فالدارات المتكاملة (IC) دون المرور بعلوم الكهرباء والتجهيزات الكهربائية ،الترانزيستور الذي يعتبر خلية الأجهزة الالكتروينة الأولى يكاد يعتبر من جنس المخلوقات الحية وفصيلة أخرى من الكائنات العاقلة غير البشر حيث البشر من تراب والترانزيستور من الرمل والسيلكون.

وهنا لا بد من التفصيل والخوض في مراحل تطور الأي تي كفرد بغض النظر عنه كعلم وفن :

مبتدئ : يجرب ويخرب وقد تكون تجارب مميتة كما فعل عباس بن فرناس عندما حاول الطيران ،وبدون هذه المرحلة لن يصبح أي تي كامل النمو ،فالأي تي الذي يبدأ عن طريق الدورات والتدريب دون أن يملك الجرأة على تجربة الجديد وتطبيقه لن يكون مكتمل النمو ،وسيبقى حبيس نوطة ومنهاج الدورة التي خضع لها ،يلجأ المستخدمون إلى هذا النوع من الأي تيات في محاولة لإصلاح الكمبيوتر بشكل مجاني أو شبه مجاني أو في أحسن تقدير نظراً لقيام هذا النوع بعرض خدماته بشكل مجاني ليكتسب المزيد من الخبرة العملية ولأنه يكون خريج حديث بدون عمل أو طالب متدرب لديه من الوقت الكافي لما يطلبه الجمهور.

ريم عممت صفة التجريب والتخريب على الأي تيات وذلك فيه من الغبن ما فيه ،فكبار رجالات الأي تي لديهم من الباع الطويل ما يمكنهم بقدرة الله أن يحيو النظام بعد أن يعلن الكثيرون وفاته ويخرجو المعلومات من العدم بعد أن ييأس المستخدم من استرجاع معلوماته ،ويعالجون تخبيص المستخدم مع الحفاظ على بياناته. وحاولت بشكل مفضوح دس السم في العسل بإطلاق الصفة على موظفي خدمة الزبائن في شركات الموبايل وشركات الموبايل تعتبر شريكة بالجريمة لتسميتها موظف الاستعلامات دعم فني.

المراهقة التقنية : وهي أوائل النبوغ بعد تجاوز مرحلة التجريب والتخريب ،حيث تأتي الحلول الإبداعية والجديدة والنصائح الكثيرة والمتعددة وفي بعض الأحيان قد تكون غير عملية  (بلا طعمة) وفقط لإثبات الحضور التقني ،ولا ننكر نحن معشر الأي تي مرورنا بفترة مراهقة تقنية كما سائر المدارس الفكرية الفلسفية والسياسية والأدبية لأن الأي تي فن وعلم يتطور ويتغير ،ومن سلبيات هذه المرحلة التسرع والدخول في بعض الحلول المعقدة لإبراز العضلات بالرغم من وجود حلول أسهل على مبدأ البوسة (KISS = Keep It Simple Stupid). مرحلة المراهقة هي مرحلة الدعم الفني التي لا يرضى الأي تي أن يبقى حبيساً فيها ويسعى كل أي تي طموح ومحب للتطور لينتهي منها ويبدأ في العمل الحقيقي في مجال التكنولوجيا والتطوير التقني.

مرحلة البلوغ التقني وسن الرشد : وعندها يتسم الأي تي بالحصافة التقنية ،والاستقرار العاطفي تجاه المشاكل التقنية ذلك الاستقرار الذي قد يفسر بالغرور لدى بعض المستخدمين المتوترين والناظرين لكمبيوترهم أنه محور الكون ولملفاتهم أنها وجدان البشرية ،ويتناسون أن رجالات الأي تي لديهم من المشاغل التقنية ما هو أكبر بكثير ،هذا لا يعني عدم الاهتمام بقدر ما هو ترتيب للأولويات فالكمبيوتر الشخصي لأحدهم لا يأتي بأهمية كمبيوتر مكتب المدير العام وهنا قد يفسر ذلك بالتملق لأنهم يتمنون دخول مكتب المدير لغير بهدلة أو مشكلة في حين يقوم الأي تي بذلك من منطلق القوة لا الضعف إلا في حال وجود مصيبة على مستوى الشركة تستدعي شيء من البهدلة ،وبلوتوث لابتوب إحداهن ليس بأهمية مخدم (سيرفر) واحدة من كبريات الشركات أو العمل على مشروع تقني جديد.

عندما يرن الهاتف في غمرة مشكلة تقنية من فصيلة التعارض أو انهيار النظام ليكون السؤال “في ملف غنية ما عم يفتح؟؟؟؟؟؟؟” هنا يظهر على الأي تي بدون أدنى شك أعراض أثبت العلماء أنها بوادر الشقيقة والصداع النصفي والأزمة القلبية ويتمنى لو أنه سمع بنصيحة الوالد وعمل موظف في ديوان وزارة الإسكان براتب شهري ومرتب تقاعد ودوام قصير.

فالأي تي البالغ تقنياً لا يمانع من استخدام التبويس لحل المشاكل (اعتماد مبدأ KISS العلمي) ولا يدعي الفهم بكافة التخصصات وإن كان قادراً بفضل كبر خلفيته العلمية والثقافية على الخوض في غمار أي مشكلة وأي سيكربت أو لوغ (log) لتفتيته وحل المشكلة ،ولا يتحرج من استشارة الآخرين كما يتحرج المراهقون ،ويستعين بالخبراء ويسألهم فأهل المشكلة أدرى بحلولها.

ما سبق يوضح الخلط الذي وقعت فيه ريم لا أدري عمداً أم سهواً ،ولنحسن الظن ونقل جهلاً بتكنولوجيا المعلومات وهي الترجمة الحقيقية لكلمة أي تي (IT = Information Technology)

وسأشرع بتفنيد مزاعم ريم بكل حيادية وموضوعية معترفا بالخطأ والتقصير من قبلنا نحن الأي تي لأننا بشر ونتعامل مع مخلوقات وديعة تسمى كمبيوتر أشبه بالبشر ومعترفاً بوجود عناصر مندسة بيننا (لقب كهربجي كتير عليها) ،ليس بطريقة المستخدم المدفوع من الغيرة العلمية والحسد المهني بل بطريقة علمية وإيجابية.

يا أي تيات العالم اتحدوا :)